التخلّف

(التخلّف) ليست شتيمة انها وصف حال تعرفه جيداً من الكلمة المعاكسة لها .

ضع في ذهنك عزيزي المواطن مفردات تراها عكس التخلف ، وقل : هل تنطبق علينا؟ ، وأتركُ الحُكمَ لك دون ضغط أو تأثير أو أهداف خارج الموضوع.

والتخلف ايضا مرادف للجهل ، لايمكن أن تتعلم شيئاً دون أنْ تعترف بجهلك إياه ، ولايمكن ان تلحق بمعرفة أو مستوى متقدم دون اعترافك بانك متخلف عنهما .

التخلف أمرٌ طبيعي وله أسبابُه ، ونحن في العراق عموماً متخلفون ، متخلفون جدا ، متخلفون عن أن نكون بلدا منضبطا متقدما في القانون والتعليم والصناعة والخدمات والأبنية الحديثة والنظافة والبحث العلمي .

أسباب ذلك مصدران ..المصدر الأول (الدولة) ، البيئة الإدارية التي تعجز عن إنشاء مؤسسات كبرى حديثة وتعليم متطور صحيح حقيقي واستثمار الثروات الوطنية في التنمية بدل شراء الذمم وتشجيع الفئات في المجتمع على مبدأ العيش مقابل الولاء . الدولة التي أغرقت البلاد خلال قرن كامل بالحروب والمؤامرات والعمالات بكلّ أشكالها . الدولة التي تنتج الطاقة للعالم ولاتصنع سلاحا أو عجلة أو جهازا حديثا ولايوجد أي أثر لصناعتها في أسواق العالم ، الدولة الريعية التي تتحول حكوماتها الى باعة نفط يتقاتلون على ايراداته بحجج مختلفة .

والسبب الآخر هو (نحن) الناس الذين ننبطح أمام أساليب التجهيل وإهانة المرأة وتشغيل الأطفال وعبادة الأصنام المتحركة، الذين لاندين فاسدا أو مقصرا اذا كان من عشيرتنا او حزبنا او جماعتنا ،

نعم لدينا موروث ثقافي وفني وانساني وتاريخ طويل من الحكمة يمثل فلكلور هذا الشعب وقيمه الأخلاقية يحترم في كل العالم كما هي خصوصيات الشعوب وتقاليدها وتراثها الروحي والمادي ، لكن العالم لايعدُ العنفَ والتمييز فلكلورا محترما، ولا إهانة المرأة أو تقييد الحريات قِيَماً، ولا نزاع العشائر بالأسلحة الثقيلة وفض النزاعات خارج سلطة الدولة تحضرا،

في الدين قيم عظيمة لكننا نتركها وناخذ ما نفسره تمييزا وقتلا وتخويفاً وهتكاً للحريات.

وفي العشيرة قيم عظيمة لكننا نتركها ونأخذ اسوأ الطباع مثل النهوة والكوامة والثأر والسكوت عن جرائم ذوي القربى .

ليس هذا تراثا مشرفا ، وليس هذا تراث العراق وتراث عشائره الأصيلة التي طالما كانت صمام أمان وبديلا للدولة حين تغيب وتضطرب ، اول خطوات التقدم ان نعترف باننا متخلفون ، وخلاف ذلك ماتصير النه (چاره)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى